تأثير الأنشطة اللامنهجية على تطوير المهارات القيادية لدى الطلاب

 

تأثير الأنشطة اللامنهجية على تطوير المهارات القيادية لدى الطلاب

في بيئة التعليم التقليدية، تركز المناهج الدراسية غالبًا على الجوانب المعرفية والمهارية الأكاديمية. لكن هناك جانبًا لا يقل أهمية في تشكيل شخصية الطالب وبناء قدراته، وهو الأنشطة اللامنهجية. هذه الأنشطة – التي تشمل النوادي المدرسية، الفرق الرياضية، الرحلات، والمبادرات الطلابية – تُعد منصة فعالة لتنمية المهارات القيادية لدى الناشئة.

ما المقصود بالمهارات القيادية؟

هي مجموعة من المهارات التي تمكّن الفرد من تحمّل المسؤولية، واتخاذ القرار، وتحفيز الآخرين، والعمل ضمن فريق، والتفكير الاستراتيجي. وتشمل:

  • تحمل المسؤولية

  • اتخاذ القرار

  • مهارات التواصل

  • حل المشكلات

  • إدارة الوقت

  • المبادرة

كيف تطوّر الأنشطة اللامنهجية هذه المهارات؟

1. تحفيز روح المبادرة

في الأنشطة مثل تأسيس نادٍ طلابي أو تنظيم فعالية مدرسية، يُطلب من الطالب أن يبدأ بفكرة، ثم يعمل على تنفيذها. هذه الخطوة الأولى في القيادة: المبادرة.

2. توزيع الأدوار والمسؤوليات

في الأنشطة الجماعية، يُكلف الطلاب بمهام مختلفة (تنظيم، إشراف، تنسيق، دعاية...). هذا يزرع لديهم مفهوم تقسيم العمل وتحمل المسؤولية.

3. إدارة الوقت والموارد

حين يُطلب من الطلاب التخطيط لفعالية خلال وقت محدد وضمن ميزانية محدودة، يتعلمون مهارة التخطيط الواقعي واتخاذ قرارات فعالة.

4. تعزيز الثقة بالنفس

عبر الإنجاز والتجربة، يكتسب الطلاب ثقة أكبر في قدراتهم، ويصبحون أكثر استعدادًا للتحدث أمام الآخرين أو قيادة فرق عمل.

5. التعلم من الفشل

ليست كل مبادرة ناجحة. ومن خلال الإخفاق في بعض الأنشطة، يتعلم الطلاب المرونة والتكيف وتحليل الأخطاء، وهي خصائص مهمة في القيادة.


أمثلة على أنشطة لامنهجية تعزز القيادة:

  • الانتخابات الطلابية (مجالس الطلبة)

  • الإذاعة المدرسية أو الصحف الطلابية

  • الأنشطة البيئية أو حملات التوعية

  • المعارض العلمية أو الفنية

  • المشاركة في المسابقات المحلية والدولية

  • الأندية الثقافية أو الرياضية


دور المدرسة أو المؤسسة التربوية:

  • تشجيع الطلاب على المبادرة وتقديم الأفكار

  • إتاحة مساحة حرة للتجريب والتعبير

  • توفير الإشراف والدعم دون فرض السيطرة

  • تكريم التجارب الناجحة وتشجيع المشاركة المستمرة


خاتمة

الأنشطة اللامنهجية ليست فقط ترفيهًا خارج الفصل، بل هي مختبر حقيقي لتكوين الشخصية القيادية. من خلال التجربة والممارسة، يتعلم الطالب كيف يوجّه، ينظم، يواجه التحديات، ويقود. وهي خطوات أساسية لبناء قادة المستقبل، لا داخل المدرسة فحسب، بل في الحياة عمومًا.

تعليقات

المشاركات الشائعة